رأيت في المنام أميرة جميلة جدا بل هي الجمال في حد ذاته، يحبها كل من في البلاط و كان على رأس البلاط ملكة، بعد رحيل ملك البلاط للقاء ملك الملوك في رحلة اللاعودة.
كبرت الأميرة و كانت الأقرب للملكة، بل كانت صديقتها و مستشارها الفذة ،التي لا يمكن ان تقرر أمرا دون الرجوع اليها لرجاحة عقلها واتزان فكرها و قوة بصيرتها.
رغم أن لها اشقاء يكبرونها سنا و خبرة ،لكن هي مميزة عند الجميع، لما تتميز به من قوة شخصية .
و لأن قانون الطبيعة يجبر كل اميرة جميلة فاتنة ذكية و جذابة ان تغادر البلاط ،في رحلة التحدي لإثبات الوجود بأحقية أن تكون ملكة يوما ما، غادرت مع الكثير من التمني بالنجاح الذي لم يشك فيه احدا، لما تتميز به من خصال يصبح الفشل مستحيل في طريقها،لكن خابت الظنون و
كانت رحلتها قصيرة جدا وعادت الى بلاط الملكة و في يدها خاتم عجيب وجدته في حاجياتها عند العودة لا تعرف من دسه في اغراضها ،خاتم لا هو من لؤلؤ و لا من ذهب
بل اجمل و انفس من كل جميل و نفيس
كانت تضعه في اصبعها و لا يمكن ان تنتزعه ابدا
فكان الخاتم حياة و لا حياة بدون وجوده بين يدها و على مرأى من عينيها
ارتبطت بالخاتم أو هدية السماء كما أطلق عليه المقربون
استمرت الأميرة في بلاط الملكة و زادت مكانتها لما تتميز به و لقيمة الخاتم الذي ينير كل عتمة و يفرح كل حزين
كان ينشر السحر في ارجاء البلاط الكبير.
مع مرور الوقت بدأ الخاتم ينير أكثر و على اصبعها يضغط اكثر و أكثر و كان لازاما أن تجد حلا لما بات يسببه لها من الم وجع
جلست وحيدة في غرفتها بعد أن تفشى بها الوجع و لم يجد المقربون منها سبيلا لإصلاح حالها و تخفيف حيرتها ،فأجمع الجميع على أنها صاحبت الرأي الأول و الأخير
سرقها النوم في غفلة من الوجع لترى نفسها تصارع الم الخاتم الرباني
و عن مُسكن له باحثة ،لتجد امامها رجلا كأنها رأته في رحلتها ليخبرها أنه صانع الخاتم وهو دسه في اغراضها بعد ان تعب من الجري ورائها ولم تفتح ابواب البلاط له
حرك الخاتم وزاد من شدة ظغطه
وأخبرها ان لا مفر لها من امرين اما الخاتم او الرضوخ
و لأنها على الموت ليست بقادرة ولا على فراق الخاتم مفكرة
كان الرضوخ حلا، عادت بعد ان قطعت وعد الرضوخ
أخبرت اهل البلاط بأمرها صمت الجميع و بدأت تنهي ارتباطاتها بالبلاط و اهله
و بينما هي منهمكة في جمع حاجياتها للرحيل مجددا سقط مرآتها ارضا
مخلفتا دويا كبيرا
افزعني لأستيقظ وأجد نفسي غارق في حلم جديد غير مفهوم