اذرف دمعة واحدة
قد يأتيك ذاك الإحساس أحياناً أنك مكسور ممن أحببت بصدق..
وأن كل شيء بات مزيفاً كما ظهر...لا تهتم..سامح..واكمل الطريق..فلكل إنسان أسبابه في إيلام غيره ولا أحد منا كامل وجميعنا ضحايا لجهل وجد لكي يكون جهاداً لنا ، يتجلى في عدة صور...
قد تشعر في بعض المواقف أنه قد تم استغباؤك..وأنك لست ذاك الذكي الذي تظنه...لا تحزن..اضحك من قلبك..واستمتع بسذاجتك حتى ، واجعلها تطورك وتضيف إليك نظرة جديدة..
غالباً ما يأتيك الدرس العظيم بعد ألم عظيم...فتعوّد على الألم إن أردت أن تكون كاملاً..وتعلم كيف تصنع من تتالي الآلام فرحاً يمدك بالرضا والزهد..
لا تحزن على محبة قدمتها في غير مكانها أو دموع ذرفتها بصدق أو ضحكات أطلقتها من القلب مع من " لا يستحق " .. فالحب يخرج من القلب قسراً والدموع تخرج بأفضل حالاتها عندما تكون صادقة والضحكات لا تكون سرمدية إلا عندما تمزق القلب فرحاً وتخرج فارضة نفسها مخرجة
رأسها إلى الحياة والشمس...فلا تحزن..لأن دموعك وحبك وضحكك كانوا صادقين وفي مكانهم وإن لم يكونوا في مكانهم بين الأشخاص حينها..
فما يهمك في هذه العملية وهذا العصر هو صدقك لا صدق الآخر..
قد يأتيك أحياناً ذاك الإحساس بالإزدواجية والشك..تعلم أبداً ودائماً عندما يفرض حدسك نفسه عليك أن تتبعه على حساب جميع الوقائع..فجميعها قابلة للتزيف..إلا الحدس..
أي كان ما يحدث...أياك أن تنكسر..فجميع ما حولك وما ولدت عليه في هذه الدنيا هي اختبارات ودروس...لا تتبنى خياراً متطرفاً أبداً..فما أتاك ألم سوى من تطرف في كره أو في ثقة أو كلام أو في صمت...مهما كانت النتائج سودواية ومهما أصبحت ممتلئاً بالرماد..تعلم دائماً أن تلملم ذاك الرماد الكثيف حولك ومن داخلك وتنفضه ناراً تعطي دفئاً لروحك..
تذكر دائماً تلك الماسة الموجودة في قلبك..انت هو تلك الماسة لا غيرها..تذكر أن تلك الماسة لا تُصقل سوى بنار الألم ولا تُنظّف سوى بشحّار الرماد..تذكر كل هذا..اذرف دمعة صادقة وابتسم بعدها وامتن...وتابع الطريق...