هل لكورونا تأثير على الصائم؟
---------
- اقتباس :
- يحل شهر رمضان المعظم هذا العام في ظروف أقل ما توصف به القلق والتوتر والخوف من جائحة كورونا
مع حلول شهر رمضان، تساءل البعض عما إذا كان كورونا سيؤثر على الصائمين ويزيد من خطر إصابتهم بهذا الفيروس المستجد.
وأجابت منظمة الصحة العالمية على هذه التساؤلات، من خلال مكتبها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصفحة الرسمية للمكتب على تويتر
"لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن الصيام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض كوفيد-19".
وشددت، في تغريدتها، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية المتعارف عليها، مثل الابتعاد عن الآخرين بمسافة لا تقل عن متر وتجنب الأماكان المزدحمة والحفاظ على آداب العطس والسعال.
وسبق لمنظمة الصحة أن أكدت على عدم وجود ما يمنع صيام الأصحاء، داعية المرضى المصابين للتشاور مع أطبائهم بهذا الخصوص.
كما دعت إلى ضرورة اعتناء الجميع بالصحة النفسية "فلا بد من طمأنة الأشخاص بأنه لا يزال بإمكانهم ممارسة طقوسهم واستقبال شهرهم الفضيل".
ودعت المنظمة أيضا الحكومات للنظر بجدية في مسألة إلغاء المحافل الاجتماعية والدينية وتعويضها بالبدائل الافتراضية، وذلك تماشيا مع مستوى الخطر، الذي على الحكومات تقييمه. حسب سكاي نيوز
كيف نصوم دون أن نتعرض للخطر؟
يحل شهر رمضان المعظم هذا العام في ظروف أقل ما توصف به القلق والتوتر والخوف من جائحة كورونا التي غيرت ولا تزال تغير العالم من حولنا.
وكما طرأ التغيير على الكثير من أنماط حياتنا، لا شك أن كوفيد-19 قد ألقى بظلاله على عبادة الصيام، التي يتنظرها المسلمون عاما وراء عام. ومع ظهور دعوات بالانقطاع عن الصيام هذا العام لما تسببه هذه العبادة من نقص في سوائل الجسم، ووهن عام، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من "ضعف للمناعة"، وبالتالي تعرض الصائم لخطر الإصابة بالفيروس.
حول هذا الموضوع، وفي حديث خاص لـ RT، صرح الدكتور أحمد أبو الفضل، أستاذ امراض الجهاز الهضمي والكبد بكليه الطب، جامعة المنيا، وعضو الاتحاد العالمي الكبد، بأن فوائد الصيام كثيرة، سواء للصحة العامة أو للجهاز الهضمي تحديدا. حيث أكّدت الدراسات والأبحاث العلمية على أن الصيام يخفض من مستوى الكوليسترول في الدم، ويؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، وتنظيم ضغط الدم، ويرفع من حساسية الإنسولين في الدم، بل ويقلل من معامل نمو الإنسولين IGF، وهو ما يساعد على الحماية من السرطان.
كذلك يرفع الصيام من مستوى كريات الدم البيضاء، المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ومكافحة العدوى والأمراض المختلفة، حيث تؤثر على الطريقة التي يظهر فيها جهاز المناعة رد فعله تجاه الأمراض، وقدرة جهاز المناعة الفعلية على مكافحة العدوى.
لكن الدكتور أبو الفضل أوصى للحفاظ على مناعة عالية بالتقليل من تناول السكريات والدهون والحرص على تناول غذاء متوازن كل يوم، يحتوي على الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والبروتين ومضادات الأكسدة، التي يحتاجها الإنسان لتقوية جهازه المناعي، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
بدوره نصح الدكتور ياسر فرح الأخصائي بالتغذية والصحة العامة باستغلال الوقت المسموح فيه بتناول الطعام (من الإفطار وحتى الإمساك ) في اتباع نظام غذائي خاص متعدد الوجبات "الخفيفة" وترك مدة لا تقل عن ساعتين مع الاعتماد على تنويع المصادر من فيتامينات وخاصة فيتامين C الموجود في الحمضيات والخضار الملونة كالفليفلة والأغذية الغنية بالزنك لدوره في عملية الأيض ومحافظته على الجهاز المناعي وترميم الخلايا، وهو موجود في اللحوم الحمراء وبعض البقوليات ومنتجات الألبان بنسبة أقل.
كما شدد فرح على ضرورة شرب كميات من السوائل والمياه المعدنية بأوقات متقاربة ولكن ليس بعد تناول الطعام أو معه.
وكانت توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الصوم هذا العام، بالتزامن مع جائحة كورونا، قد أكدت على أهمية التغذية الصحية والسليمة خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور، وتناول الأغذية الطازجة وغير المعالجة.
وفيما يتعلق بالمدخنين، شددت المنظمة على ضرورة الامتناع عن تعاطي التبغ في كل الظروف، وبخاصة في شهر رمضان، وفي ظل انتشار جائحة كورونا، لا سيما أن تلامس الأصابع والفم بالسجائر والشيشة، خاصة عند التشارك مع أكثر من شخص، يسهل من انتقال العدوى.