الايمـــــــــــــان
إن أعظم ثروة يكتنزها العبد في هذه الحياة هي ثروة الإيمان، إنه الثروة النفيسة،
والكنز الثمين،
يسعد به صاحبه حين يشقى الناس،
ويفرح حين يحزن الناس
فالإيمان باللهيمثل أكرم صلة بين الإنسان وخالقه : ذلك أن أشرف ما في الأرض الإنسان ،
وأشرف ما في الإنسان قلبه ،
وأشرف ما في القلب الإيمان .
ومن ثم كانت الهداية إلي الإيمان أجل نعمة ،
وأفضل آلاء الله علي الإطلاق .
قال الله تعالي :
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات7
وليس الإيمان هو مجرد النطق باللسان ،
واعتقاد بالجنان ،
إنما هوعقيدةتملأ القلب،
وتصدر عنها آثارها ، كما تصدر عن الشمس أشعتها ،
وكما يصدر عن الورد شذاه
فالإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان،
يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان.
الإيمان نفحة ربانية يقذفها الله في قلوب من يختارهم من أهل هدايته،
ويهيئ لهم سبل العمل لمرضاته،
ويجعل قلوبهم تتعلق بمحبته، وتأْنَس بقربه.
فالمؤمنون في رياض المحبة،
وفي جنان الوصل يرتعون ويمرحون،
أحبهم الله فأحبوه، فاتبعوا نبيه ورضي عنهم فرضوا عنه،
منه بالصالحات والطاعات،
فدنا منهم بالمغفرة والرحمات
إن الإيمان لا يكمل إلا بالحب الحقيقي ،
حُب الله ،
وحُب رسوله ،
وحُب الشريعة التي أوحاها الله إليه .
ففي الحديث الصحيح " ثلاث من كن فيه ، وجد حلاوة الإيمان :
1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
2- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله .
3- وأن يكره أن يعود في الكفر ، كما يكره أن يقذف في النار " .
وقال رسول الله " لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده ، وولده ،
ونفسه التي بين جنبيه ، والناس أجمعين "
وقال رسول الله : " لا يومن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به " .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها ،
فلن يدخل جنة الآخرة ... قالوا ما هي ؟
قال : إنها جنة الإيمان .