أعمال هندسية رائعة أنجزها المهندس بشير نادر في هذا المشروع الفريد بابتكاراته... تناغم فريد يسطّر فناً بتعبير أنيق وتقنية عالية في هذا المنزل الرابض في بيروت والمشرف على شاطئها اللازوردي. تدخل لرؤية هذا العمل، فيحكي قصة حياة ارستقراطية غير متزلفة، راقية ومريحة. هنا الاعمال لها رؤية خاصة حققها نادر ليسكن فيها شاب على أبواب زواج... فكان هذا المنزل الحالم!
على مساحة تناهز 600 متر مربّع، ماج الجمال بخطوط وزخرفات خاصة بهذا المنزل، وزيّنت محتوياته الأصيلة زواياه.
ابتكارات ملهمة بدأها نادر مع كل عمل حققه في هذا المشروع الكلاسيكي بطرازه الفرنسي، بدءاً بالألوان التي استلهمها من الروح الشبابية للمالك حتى آخر قطعة سكنته.
الألوان موحَّدة في المنزل والخشب يلف أطرافه عبر الجدران. تبرز الألوان في الصالونات كما الاروقة من الباتين الرمادي مع ورق فضة لتعكس باقة من الفن المبدع.
ويقول نادر إنه اختار الألوان الشبابية من أسود وأبيض ورمادي لأن مالك المنزل شاب. وتبدأ الألوان بالأسود الذي ازدان به الباب الرئيسي فأضاف فخامة الى خشبه المزود حديداً ويعمل على بصمة اليد.
يتألف المنزل من أربعة صالونات تغتني بالأعمدة المخططة من جوانبها، إثنان منها يشرفان على شاطئ رملي رائع من خلال واجهات زجاجية. ويضم أيضاً غرفة طعام كبيرة وثلاث غرف نوم وغرفة للملابس ومكتباً خاصاً بالمالك.
في مساحات الاستقبال، أعمال فنية وقطع نادرة. ويشير نادر إلى أن كل الاكسسوارات قديمة جداً وإن أحدث قطعة دخلت المنزل يفوق عمرها قرناً من الزمن.
توزّعت الألوان في الصالونات من الرمادي والفضي والكحلي، كما انتشرت الألوان الذهبية لتكسر من حدة الألوان الشبابية وتعكس قيمة الاعمال الملونة التي أغنت المنزل بأكسسوارات من قطع أثرية، لذلك أدخل الذّهبي الى طاولات وآنيات وساعة كبيرة وغيرها.
جلسات كبيرة وصغيرة تملأ أرجاء الصالونات التي نجّدت بقماش من الحرير الطبيعي والمشغول يدوياً، وامتد هذا القماش حتى غرف النوم.
وبعدما وزعت القطع الكبيرة في الصالونات الفسيحة مع الطاولات الفرنسية المذهبة، خصصت جلسات صغيرة أمام واجهات زجاجية لتبرز صالونات صغيرة منها للعب الشطرنج وأخرى للعب الورق... وازدانت سقوف هذا المكان برسوم رائعة بريشة فرنسية لإضفاء حميمية على أرجائه.
وعلّقت اللوحات الفرنسية النفيسة، فأغنت الجدران بأحجامها الكبيرة عند المربعات الخشبية التي صممت مع الجدران الخشبية لاحتضانها. كما ترتفع قطعتان من التحف النادرة لـ«بلليني» منفذتان يدوياً ويناهز عمرهما 150 سنة (عبارة عن سيدتين من البرونز)، بين أعمدة مخططة لتحددا مساحات الصالونات وغرفة الطعام الفرنسية.
أما غرفة الطعام فتعود إلى القرن الثامن عشر، وتغتني بأعمال من الماركيتري خصوصاً على الطاولة التي تزدان بباقة من الورود النادرة، كما تتميز بخشبها المطلي بورق الذهب والمنجد بالأقمشة الحريرية المذهبة.
ولم تختلف أرضية قسم الاستقبالات عن أرضية غرف النوم التي تميّزت بالرخام الابيض والاسود ورسوم متنوّعة. ويبرز رواق طويل شبيه بأروقة قصر «فرساي»، نبلغ من خلاله غرفة المكتب، نفذ بجمالية مطلقة ولا يشعر الداخل اليه بأنه في مكان ضيق لتوافر تصاميم رائعة من المرايا وابليكات من الكريستال والخشب. وخلف جدران هذا الرواق، كما كل الاروقة في المنزل، تختفي خزائن لتوفير أكبر مساحات لتخزين ما يشاء المالك من أغراض. ونصل إلى المكتب المشغول من خشب الورد والمخطط الجوانب من ورق الذهب من طراز لويس السادس عشر، وكان يعود الى أحد رؤساء فرنسا السابقين.
وتتميّز غرف النوم بروح واحدة من حيث الطراز الفرنسي وبأنها مشغولة بخشب من الجوز الفرنسي الملون. وفي غرفة النوم الرئيسة سرير كبير يستلقي ظهره على جدار من الخشب في قسمه السفلي، أما القسم العلوي فنُجّد بقماش من الحرير. وفي الغرفة أيضاً صالون فرنسي موازٍ للسرير وهو مخصص لاستراحة قصيرة. وتضم الغرفة حماماً كبيراً حيث الجاكوزي والمغطس.
من هذا المكان، ينحدر رواق يوصل إلى غرفة الملابس بجدران تختفي خلفها خزائن مشغولة بتقنية عالية من المرايا والخشب بروح فرنسية.
كل قطعة في هذا المكان قديمة لكنها أكثر أناقة من أي قطعة جديدة، علماً أن الجديدة منها تبلغ 100 سنة فيما الأخرى أقدم. أما اللوحات فتوزعت حتى في غرف النوم والأروقة، وهي فرنسية ونفيسة الثمن...
السقوف مشغولة بتقنية عالية من الجص حيث تبرز درجات اللون الرمادي. كما تبرز ثريات من البرونز المذهب مع كريستال، لتضيف جمالاً الى كل ركن في المنزل.
ويفترش سجاد قديم الأرض الملونة بالأبيض والأسود، وهو من الطراز العجمي النادر بأنواع من الحرير المشغول مع خيوط ذهبية.