وصية أب..
أب يخاطب إبنه و يوصيه..
ولدي العزيز: فى يوم من الأيام ستراني عجوزا..
غير منطقى فى تصرفاتى!!
عندها من فضلك..
أعطنى بعض الوقت و بعض الصبر لتفهمنى..
عندما ترتعش يدي.. فيسقط طعامي على صدري..
وعندما لا أقوى على لبس ثياب..
فتحلى بالصبر معي.. و تذكر سنوات مرت و أنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم!!
إذ حدثتك بكلمات مكررة و أعدت عليك ذكرياتي..
فلا تغضب و لا تمل.. فكم كررت من أجلك قصصا و حكايات فقط لأنها كانت تفرحك!!
و كنت تطلب مني ذلك دوما و أنت صغير!!!
فعذرا حاول ألا تقاطعني الآن..
إن لم أعد أنيقا جميل الرائحة!!!
فلا تلمني و أذكر فى صغرك محاولاتى العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة..
لا تضحك مني إذا رأيت جهلي و عدم فهمي لأمور جيلكم هذا..
و لكن.. كن أنت عيني و عقلي لألحق بما فاتنى..
أنا من أدبتك.. أنا من علمتك كيف تواجه الحياة..
فكيف تعلمنى اليوم ما يجب و ما لا يجب؟!!!
لا تملّ من ضعف ذاكرتي و بطئ كلماتي و تفكيري أثناء محادثتك..
لأن سعادتي من المحادثة الآن هي فقط أن أكون معك!!
فقط ساعدني لقضاء ما أحتاج إليه فما زلت أعرف ما أريد!!!
عندما تخذلني قدماي في حملي إلى المكان الذي أريده..
فكن عطوفا معي و تذكر أني قد أخذت بيدك كثيرا لكي تستطيع أن تمشي..
فلا تستحيي أبدا أن تأخذ بيدي اليوم..
فغدا ستبحث عن من يأخذ بيدك..
في سني هذا.. إعلم أني لست مُـقبلا على الحياة مثلك..
و لكني ببساطة أنتظر الموت!!
فكن معي.. و لا تكن عليّ!!
عندما تتذكر شيئا من أخطائي..
فٱعلم أني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك..
و أن أفضل ما تفعله معي الآن..
أن تغفر زلاتي.. و تستر عوراتي.. غفر الله لك و سترك..
لا زالت ضحكاتك و إبتسامتك تفرحني كما كنت صغيرا بالضبط.. فلا تحرمني صحبتك!!