الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أما بعد:
قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ..."؛ الحديث.
ولم يقل في الحديث أو يُسْلِمَانِهِ؛ لأن الإسلام هو دين الفطرة، ويدلك على هذا أن هذا الحديث جاء بلفظ آخر وفيه: "كُلِّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَىَ هَذِهِ المِلِّهِ، مِلِّةِ الإسلام..."؛ الحديث.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما جاء في مجموع الفتاوى عن هذا الحديث: "والمقصود بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، هي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: ﴿ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلى ﴾ [الأعراف: 172]، وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة، فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم لله، لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا الله"؛