هناك أسس تؤثر فى جسم المراهق ومنها التغذية والراحة، لكننا سنجد أن الحركة من أهمها، والآن نجد الحركة منعدمة عند كلا من الكبار والصغار بعد سيطرة الآلة وتطويع الإنسان لها لقضاء جميع حاجاته. والمراهق مثله مثل أى إنسان أصبحت حركته محدودة بل شبه منعدمة إلى حد كبير بعد انتشار المواصلات السريعة وشاشات العرض وألعاب الفيديو جيم وغيرها من الوسائل الأخرى التى جعلته ملازماً لمكانه فترة طويلة بدون حركة.
لذا لا نتعجب إذا رأينا المراهق أو المراهقة يعانون من الصداع أو الأرق أو القلق، ومن الأمراض المتصلة بالمفاصل والحركة أو تلك المتصلة بالأعصاب بل وقد يمتد الأمر إلى الإصابة بأمراض القلب وهو مؤشر خطير للغاية، ناهيك عن الأمراض السلوكية والنفسية والسبب وراء ذلك واضح لا يحتاج إلى تفسير أو إثبات .. فمعظم المراهقين قليلو الحركة وإذا تحركوا فهي حركة لقضاء احتياجاتهم الضرورية والتي تكون فى أضيق الحدود وعلى مدى قصير جداً مما يستتبع حدوث الضرر لأجسامهم.
عادة ما تكون مرحلة المراهقة ما بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، غير أن بداية هذه المرحلة ونهايتها تختلف من شخص لآخر تبعاً لعوامل كثيرة تتعلق بالوراثة والجنس والبيئة والمناخ ونهايتها هى أولى مراحل الشباب. وكما نعرف جميعاً أن هذه المرحلة تتميز بنمو عقلي وجسدي سريع بالإضافة إلى الاضطراب فى النمو الانفعالي، وهذه التغيرات بمختلف جوانبها تؤثر فى المراهق ويختلف مدى التأثير حسب بيئة كل مراهق أو مراهقة وحسب بيئته.، وبما أن حياته فى هذه الفترة تبدو وكأنها معقدة للمراهق ولمن حوله فأصبح لزاما توجيهه بطريقة تتلاءم مع سمات هذه المرحلة من أجل مساعدته على التكيف الطبيعي السليم مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، ومهما كان نوع هذا التكيف فلابد وأن يتوافق مع طبيعة المراهق وقدرته على التقبل.
أساس الصراع الذي يدور بداخل كل مراهق يكمن فى التغيرات الجسدية التي يخضع لها، فجميع الدراسات أشارت إلى أن المراهق يعانى من أمراض كثيرة فى هذه الأيام وصحته العامة وقدرته على التحمل أصبحت فى تقهقر مستمر. ليس من الطبيعي أن تنصب كل اهتماماتنا بالمراهق على النواحي النفسية مهملين الناحية الجسدية لأن هذا الإهمال يعد نقصاً فى تربية المراهق .. فالمراهق ليس عقلاً فقط بل هو جسم مكون من أجزاء مختلفة والجزء يشكل الكل فى النهاية، والكل يتطلب العناية بكل جزء من هذه الأجزاء.
وبما أن الحركة هامة وأساسية فى سن المراهقة، فإن الأطباء يوصون دائماً بزيادة الحركة لدى المراهق أو المراهقة التي فًقدت فى عصر الآلة والميكنة حتى يمكننا العودة بأجسامنا إلى الصحة والقوة والنشاط.
والدعوة للحركة هنا هى دعوة لممارسة الرياضة أو النشاط الرياضي، وهى حركة من نوع خاص لا يستطيع أحد أن يُنكر فضلها على الجسم، فالنشاط والقوة يكتسبها المراهق عن طريق أداء التمارين البدنية، وهذه الحركة تعتبر من الوسائل التربوية التي يعتد بها فى تنشئة المراهق.