إن الله سبحانه أخبر وهو الصادق الوفي ، أنه إنما يعامل الناس بكسبهم ، ويجازيهم بأعمالهم..
ولا يخاف المحسن لديه ظلمًا ولا هضمًا ، ولا يخاف بخسًا ولا رهقًا..
ولا يضيع عمل محسن أبدًا ، ولا يضيع على العبد مثقال ذرة لا يظلمها..
وإن تك حسنة يضاعفها ، ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا ، وإن كان مثقال حبة من خردل جازاه بها ، ولا يضيعها عليه..
وأنه يجزي بالسيئة مثلها ، ويحبطها بالتوبة ، والندم ، والإستغفار ، والحسنات ، والمصائب..
ويجزي بالحسنة عشر أمثالها ، ويضاعفها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة..
وهو الذي أصلح الفاسدين ، وأقبل بقلوب المعرضين ، وتاب على المذنبين ، وهدى الضالين ، وأنقذ الهالكين ، وعلم الجاهلين ، وبصر المتحيرين ، وذكر الغافلين ، وآوى الشاردين..
وإذا أوقع عقابًا أوقعه بعد شدة التمرد والعتو عليه ، ودعوة العبد إلى الرجوع إليه ، والإقرار بربوبيته..
جعلنا الله وإياكم من عباده المحسنين..