نحن جميعاً نعيش الدنيا، نعيش الواقع، فيهمُّنا الدخل، والرزق، والصحة، والأولاد، والزوجة، لكن قضية الآخرة ليست واقعاً محسوساً، بل هي فكرة, مِن الذي أخبرك أن هناك آخرة؟ لو أن الذي أخبرك هذا الخبر إنسان عادي لا نأبه له إطلاقاً، أما إذا كان الذي أخبرك خالق الأكوان، خالق الإنسان، قال: ينبغي أن تأخذ إخبار الله كأنك تراه، والدليل: قال تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾
[سورة الفيل الآية: 1]
من منكم رأى أصحاب الفيل؟ ولا أنا رأيت، لكن قال علماء التفسير: ينبغي أن تأخذ خبر الله وكأنك تراه.
هذا إخبار من خالق الكون، قال تعالى:
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾
[سورة النحل الآية: 1]
إذاً: لم يأت، لكن الله سبحانه وتعالى ما دام قد أخبرنا أنه سيأتي فكأنه أتى، من هو المؤمن؟ هو الذي يؤمن بالغيب.