فُؤادِي منِ الشَّوق أَمسى عليلًا *** يصدّق فِى الحبِّ كلّ خُرَافَةْ
وفِـى الزَّاهدِينَ المراتِبَ نالَ *** وَهَا قَدْ قَطَعْتَ عَلِيه اعتكافَهْ
وتجْهلُ نبضًا بحبِّكَ صاح *** فكَيفَ بربّكَ نلْتَ اعتَرافَهْ
أُصدّقُ حِيـنَ أغَارُ عَليكَ *** وسَاوسَ قلبِي وكلّ سَخَافَةْ
أَمَازلتَ تَجْهلُ قلبًا أحبَّ ؟! *** بصمتك دومًا ملكتَ شغافَهْ
كَتَبْتُ لرُوحكَ شعرًا جميلًا *** فَطَالَ يَراعِي سَماءَ الحَصَافَةْ
فعيناك سرُّ مدَادي البديع ** وروحُكَ تَجرِي بنهر اللطافَةْ
بكلّ الجَوارحِ سحْركَ حلَّ *** فخَابَ طَبِيبي وتلك العِرَافَةْ
فأنّى تجلّى لروحي الغرام *** فحقّ لقلبي بألَّا يخافَهْ
أَرَى العِشْقَ يَسْمو بوصْلِكَ فخرًا *** فأنتَ وحبّكَ أسمى خرافَةْ
أَصدَّقْتَ أنِّي بِدُونِك أحيَا؟ *** فحبُّكَ فِى القلبِ لَا لَنْ أَعافَه
وَهَلْ مَنْ يُصَادِف مثلكَ يَنْسَى *** فؤادًا كبيرًا ترامتْ ضفافَهْ
وهذا الجمال تَراءَى لعيني *** وقدْ بلغَ الصبْر مِنِّي كِفَافَهْ
فرحْمَاكَ لا تَطْعن القلبَ غدرًا *** فيسقطُ فِى العالمين عُصافَةْ
ويَمْضِي عَلَى الشَّوكِ خَالِي الوِفَاضِ *** ليَدْفن بيْـنَ ضلوعي عفَافَهْ
فإِنْ كَانَ حُبُّكَ ذنبًا عظيمًا *** بكل كياني نويتُ اقترافَهَ