*
إخـفــاقـــاتُ الـــذاكـــرة
*[
تَـجـتـاحُـنــي كـــلُ الـخـيـبــاتِ الـعــاطـفـيــةِ فــي الـشـتـاء
وحــدهُ الـمـطـــر يُـبـلّـلُ الـــذاكـــرةَ الـمـنـسـيـة
و يـُــغــدقُ عـلـيــهـا بـفـيـــضِ الألـــم .
ومـــع تــــواطـــؤِ الـبـــردِ و الــوَحــــدة
أُحـــاولُ ســلـكَ مـعــابــرَ عـــزائــي لـبـــرِ الـنــسـيـان
أصــحـيـــحٌ أن الـمــحـبَ لا يـنــسـى ولـكـنــه يـتـنـاســى ؟؟!
يُـحـــاولُ ابـتـــلاعَ الألـــمِ جُـــرعـــةً واحـــدةً كـالـــــدواء.
كــثـيـــرةٌ هــــي الــرســائـــلُ الـتــــي لــن تَــصــل
لـكـنـنـــا نَـكـتُـبـهــــا لـتَــفـــريـــغِ الــــذاكــــرةِ
و الـبـــحــثِ عــــن إجــــابــاتٍ مـتـــأخـــرةٍ
لأســـئـلـةٍ مـفـتـُـــوحـــة .
عـبـثــاً حــاولــتُ أن أُقـِــف عـــقـاربَ الـــزمــــنِ
عـــن الانـســــحـابِ نـحــــوَ الـمُـسـتـقـبـل
أن أُجَــــردهـــا مــــن طـــرقـــهـا الـمُـــتـكـرر
عـلـــى الـصـمــت و هـــي تُـشـكـلـه كـ مـِخـيــط
يــغــزلُ الأحــــلامَ الـســعـيـدة و يـنـكـثـهـا
بــ لِـــمــا ... و لـِــمـاذا ...؟؟!
الــبـــردُ و الأمـــطـارُ و الـــعـزلــةُ الـــمـطـبـقــة
يُــقــون شــهـوة الـمـــشـي فـــي مـديــنـةِ الأحـــلامِ تــلـك
أتــســاءلُ الـيــومَ وســطَ هــذه الـعـُزلــةِ وهــذا الانـكـســار
هــل انـتـهــت تـلـك الأحــلامُ و الســـعاداتِ الـصـغـيــرة
الـتــي كــنـا نـصــنـعـُهـا فــي أحـلَّـكِ الـلــحـظــاتِ قــسـوة
أتـحـسـسُ تـَفــاصــيـلَ الــزمــنِ الـمـنــزلـــقِ
مــن بـيــن أصــابــعـي كــالــمـاء
تـعـبـتُ و أنــا اســتـرجـــعُ تـفــاصــيـلَ
وجـهـــك الــهـاربِ تـــحـت الــــمـطـر
دون تـبـــــريـــر
وكـيـــفَ تـــحـولـــت الـــمــزحـــةُ الــطــارئــة
إلـــى قـــدرٍ قــاسٍ
مـــؤمـــنٌ أن يــــدَ الـــقـدرِ
تـَــخُـطُ تـــفـاصــيـلَ حـــيـاتِـــنـا بـــحـكـمـة
ولـــكـنـي اســـتـجـدي ضــــرورةً مــبـهـمــةً
لـــتـرتـــاحَ ذاكــــرتــي الــمــتـعـبـــة
مــن إخــفـاقـــاتــهــا الـمـتـكـــررةِ عـلـــى الـنــسـيـان .