آية الكرسي
من روائع التناسق واﻹبداع!
تأمَّلت في هذه اﻵية المباركة، التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها: ((أعظمُ آية في القرآن))، فرأيت أن كل كلمة لاحقة تفسيرٌ لكلمة أو جملة سابقة!
فهي رائعة من روائع التناسق واﻹبداع في معانيها العظيمة، التي تصِفُ بديع السموات والأرض، خالق الحياة واﻷحياء! وتعرفنا على صفاته تمام التعريف!
وهي بجميع كلماتها تفسير ﻷول كلمة فيها؛ فهي تنتهي من حيث تبدأ، وتبدأ من حيث تنتهي!
وبيان ذلك بالآتي:
تبدأ بلفظ الجلالة، الله سبحانه وتعالى، فمن هو الله؟ هو الذي لا إله إلا هو.
فمن هو؟ الحيُّ.
فمن هو الحيُّ؟ القيُّوم.
فمن هو القيُّوم؟ الذي لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم.
فمن الذي لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم؟ هو الذي له ما في السموات وما في الأرض.
ومَن له ما في السموات وما في اﻷرض: لا يشفَعُ أحد عنده إلا بإذنه.
لماذا؟ ﻷنه يعلَمُ ما بين أيديهم وما خلفهم.
والذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.
وعلمُه المحيط هذا: كرسيٌّ وَسِعَ السموات واﻷرض؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
ولا يؤوده حفظهما: أي: لا يثقله حفظ السموات والأرض ومن فيهما؛ لأن الذي أوجدها، والقائم على كل شيء فيها، والعالم الذي لا يغيب عنه شيء منها: لا يعجز عن حفظها!
ومن يتصف بهذه الصفات فهو العلي العظيم؛ فالله سبحانه له صفةُ العلو وله صفة العظمة.
ولا يتصف بهذه الصفاتِ العظيمة إلا اللهُ سبحانه وتعالى!