لم يتسع قلبي لشيء أبدا، كل ما في الأمر أنني أغتاب نفسي مع نفسي، دائما أحدثها عن سوئي عن فشلي عن عيوبي التي أخفيها عن البشر و أسترسل في الحديث، كأنها قصة جميلة ولا أريد ها أن تنتهي، شئ أفخر به أمام نفسي لقد تكبدت عناء هذا الكلام طوال حياتي زرعت في نفسي حقولا من الألغام تهددني بالانفجار في أية لحظة و سقيتها بكلام الناس عن بعضهم كنت مرتعا للحقد و الغيرة و البغض و الآن اكتفيت بعدما أصبحت نفسي تغوص في الوحل وحل كلِّ ما قيل عن وعن وعن و أدركت سخفي و عدم احترامي لنفسي أن جعلتها مصاف كل من هب و دب يلزمني الكثير لتنظيفها أعلم ذلك ،و أعلم أن ذنبي أكبر من ذنوب المغتابين فأنا من سمحت لهم أن يدمرو روحي و أنا من ساعدتهم على الذنوب و جعلت مني موقدا لآثامهم اليوم تلتهم ناري ذنوبهم و تحرقني بغضب عن كل وقت ثمين أعطيته لهم، أسأل الله أن يغفر لي و لهم وأن تنبعث روحي من جديد في عمقها حب و رأفة و صفاء تجاه كل البشر.