دعِ القصائدَ لاحرفٌ ولاقلمُ
يُبلسمُ الجُرحَ أو يشفى بهِ الألمُ
دعِ القصائدَ قدْ ماتتْ مشاعرنا
مذْ ماتَ قيسٌ وعافَ الدارَ معتصمُ
دعِ القصائدَ وارحلْ مثلما رحلوا
فاللصُّ قاضٍ وذا المسروقُ مُتَّهمُ
دعِ القصائدَ لاخيلٌ لتعرفنا
لا السيفُ لا الرمحُ لا القرطاسُ لا القلمُ
ماعادَ فينا دمٌ يجري لنسكبهُ
ليصبحَ الشعرُ قلباً فالحروفُ دمُ
من بعد ماكانَ عرشُ الشعرِ يجمعنا
بتنا على عُشرِ شَرعِ الشعرِ نُنْقَسَمُ
يا أمةً قد سرى (فيروس) فرقتنا
فيها وأعجبُ منها كيف تبتسمُ
يا أمّةً نكأتْ فينا هزائمنا
وكيف يضحكُ مغلوبٌ ومنهزمُ
كل الجراحِ بنا ماعاد يسعفنا
طبٌّ ولابلسمتْ أوجاعنا القممُ
الداءُ منّا وفينا ألفُ معضلةٍ
أيُصلحُ الشعرُ ماعاثوا وماهدمُوا
قدْ باتَ يرعى بنا ذئبٌ ونحرسهُ
قلْ لي بربِّكَ ماذا يفعلُ الغنمُ
قد قال ربي بحبل الله فاعتصموا
حتى دمانا أباحوها وما اعتصموا
هل يبلغُ المجدَ مذلولٌ ومنكسرٌ
أو يُحْسنِ الجريَ من غاصتْ به القدمُ
لن نرفعَ الرأسَ بعد اليوم ياوطني
حتى يرفرفَ في الأقصى لنا علمُ
حتى يصافحَ نهرُ النيلِ دجلتنا
ويلثمُ التينُ والزيتونُ نخلهمُ
ياشامُ ياصرخةً بُحَّتْ بحنجرتي
ياجفلةَ الآهِ إن أودى بي الندمُ
يابسمة الطفل يا خيراتَ سنبلةٍ
يارقَّةَ الوردِ يُهدى حينَ نختصمُ
دعِ القصائدَ واكتبْ نصرَ أمَّتنا
فأجملُ الشّعرِ من تحيا بهِ الأممُ.