في غمضة عين تنقلبُ الحياة فجأة ، من تعاستها لسعادتها ، من قبحها لأقصى جمالها ، ومن هشاشتها لقوتها وصلابتها..
تنقلبُ الحياة بحدثٍ مُهم ، بمجيء شخص ما ، الشخصُ المُناسب في الوقتِ المناسب ، بلحظة نكونُ عندها فارغين من كُل شيء ، فاقدين العزم والشغف ، راغبين في أخذ جانب من الحياة ، زاوية بعيدة ، ورُكن هادئ ، لكن يحدث فجأة لقاء أول ، لقاء لا يتبعه لقاء آخر مع أي شخص آخر ، يتكررُ اللقاء مع أحدهم فحسب..
يتكئ أحدنا على الآخر ، وتتحول تدريجيًا تِلك العتمة إلى نور مُفاجئ ، وتصبحُ الحكايا الجميلة التي كانت تأسرنا حين الصبا واقعًا حقيقيًا ، نعيشها بكُل ما فيها ، وبكُل ما فينا..
يصبحُ كُل شيء في القلبِ قابلًا للبوحِ وللمُطالعة ، وكُل وقتٍ يمر علي حياة قصيرة عِشتَها ، ويصبحُ المعنى الدقيق لأحدنا الآخر ، هو رحمة اتوكأ عليها ، وأقوى بها..
غمضة عين هي الفارقُ بين ما كُنت فيه من تعبٍ ، وبين ما أصبحتُ فيه من نعم ، والجواب الصحيح ، والجملة الواقعية التي يجب أن نفهمها ، أن الله -جل علاه- يؤتنا خيرًا مما أُخد مِنا..