إني ابتُليت بأربعٍ ما سلِّطوا
إلا لأجلِ شقاوتي وعنائي:
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
كيف النجاة وكلهم أعدائي؟!
.. لا نجاة إلا بالمجاهدة!
وتتمثل عداوته لنا فيما يلي:
1- يريد أن نكفر بالله ونشرك به.
2- يريد أن نكون معه في السعير.
3- يريد أن يوقعنا في البدع والضلالات.
4- يريد أن يصدنا عن طاعة الله.
5- يريد أن يفسد علينا طاعة الله.
6- يؤذينا فعلًا في أنفسنا وأبداننا.
7- يوقعنا في المعاصي، فتقع بسببها بيننا العداوة والبغضاء.
8- يفسد في الأرض ويُقطع الأرحام، ويفرق بين الأحبَّة.
9- يتخبطنا عند الموت[1].
إن الله تعالى أمرنا صراحة باتخاذه عدوًّا؛ لأنه عدوٌّ لنا حقيقة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 60 - 62].
وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وقال تعالى: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، وقال تعالى حكايةً عن الشيطان: ﴿ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16، 17].
وفي صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقت بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه ويقول: نعم أنت).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قال: وعِزتك يا رب، لا أبرح أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعِزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني)؛ (رواه الحاكم وغيره وانظر الصحيحة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد يئِس أن يَعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)؛ (رواه مسلم)؛ أي: في بث الشحناء والبغضاء في صفوفهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا نودِي للصلاة أدبَر الشيطان له ضُراط؛ حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضِي النداء أقبل، حتى إذا ثوِّب بالصلاة أدبَر، حتى إذا قُضِي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا واذكر كذا لِما لم يكن يذكر مِن قبلُ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلَّى)؛ (رواه البخاري).