تطمح كل أم بأن يكون طفلها متفوقاً في دراسته وأن يحصل على أعلى الدرجات التي تؤهله بالتدريج لكي يلتحق بأفضل خيارات التخصصات الجامعية والتي تضمن له المستقبل المشرق، ولأن أحلام وتطلعات الأمهات تكون بعيدة الأمد فتحقيق هذه الطموحات يحتاج لخطوات جادة وهامة يجب أن تتبعها الأم منذ أن يلتحق طفلها في المدرسة، لأن النتائج الجيدة هي حصاد سنوات من العمل والمثابرة وليست وليدة الصدفة.

يمكن للطفل أن يكون متفوقاً في دراسته ولديه درجة عالية من التركيز، وكذلك لديه سهولة في التعلم ولا يواجه صعوبات تعليمية ظاهرة ومؤثرة على تحصيله العلمي من خلال عدة طرق يمكن اتباعها والتعرف إلى أفضلها،  وفي حديث مع المرشدة التربوية ريم عبد الباقي، حيث أشارت إلى 5 طرق تشجع طفلك وتساعده على التفوق في دراسته وزيادة تركيزه والحصول على أفضل الدرجات، ومنها النوم الصحي والتغذية السليمة وتنظيم الوقت وغيرها في الآتي:

1- تنظيم وإدارة الوقت

اهتمي بتنظيم وقت طفلك وضبط روتينه اليومي لأن النظام هو أساس النجاح ولا يمكن أن يحقق طفلك النجاح والتفوق والتميز دون أن يكون منظماً في حياته ويكون يومه عبارة عن جدول دقيق، والطفل المنظم ينتج عن بيت منظم أيضاً لا تسوده الفوضى، وعليك أن تكوني قدوة له من ناحية التنظيم والترتيب، فعندما تتساءلين كيف أعلِّم أطفالي النظام؟ يجب أن تكوني أنت أولاً القدوة له في كل خطوة تقومين بها في حياتك.

احرصي على تقسيم يوم طفلك بحيث يكون لديه وقت للتحضير للدروس التي سوف يتعلمها في اليوم التالي حتى لو كان هذا الوقت لا يتجاوز الدقائق، فالمهم أن تكون لديه فكرة عن الدرس وبالتالي تكون مرحلة " التحضير" قد تمت بنجاح ويبدأ تحفيز الطفل لتقبل تفاصيل المعلومات بعد أن تكوني قد قدمت له فكرة مجملة ومبسطة عنه.






راجعي مع طفلك دروس اليوم التي تعلمها في المدرسة وضعي يدك على نقاط الضعف والقوة لديه لكي تركزي على النقاط التي لم يستطع استيعابها، لأنها حين تتراكم سوف تشكل لديك تصوراً أن طفلك لديه ضعف في مادة معينة وليس درساً واحداً، وهنا يمكن طلب المساعدة من المعلمة أو استخدام وسائل جديدة لكي يحصل الطفل على المعلومات بطريقة مخالفة لتلك التي لم يستطع الاستيعاب عن طريقها.






خصصي وقتاً للمرح والراحة لطفلك، واعلمي أن الطفل الذي تكون لديه فسحة للراحة يقبل على التعلم أكثر من الطفل الذي يعود من المدرسة لكي تجبره الأم على حل الواجب، كما توصل الأخصائيون التربويون إلى أن الاستراحات القصيرة بين كل درس تكون أفضل وأجدى نفعاً من مراجعة كل الدروس دفعة واحدة ثم الحصول على فترة راحة بعدها.

2- تقديم الدعم الأسري لطفلك

احرصي على تقديم الدعم لطفلك في كل الحالات التي يمر بها ليس في حال تفوقه ولكن في حال تدني معدله الدراسي أيضاً، واحرصي على تعليمه أن تدني درجاته سوف يكون مرحلة عابرة سوف يقفز منها إلى النجاح سريعاً ولا يجب أن يتوقف عندها أو يستسلم لها.

وجهي لطفلك عبارات تشجيعية سوف تحفزه وتدعمه وتجعله يحتل مراكز تنافسية متقددمة، وذلك لأن التحفيز والتشجيع يلعبان دوراً كبيراً في تفوق الطفل، خاصة أنه في المرحلة المبكرة من حياته يحب أن يحصل على رضا الأكبر سناً، ولذلك لا تتوقفي أن تردّدي على مسامعه بعض العبارات التشجيعية، حيث تعد العبارات التشجيعية ضمن الـ أفكار لتحفيز الطفل على التعلم بشكل أفضل مثل " أنا وأبوك فخوران بكل ما حققته"، وكذلك "كن فخوراً يا ولدي بنفسك، حيث إنك أنجزت ما نتمناه لك"، وقولي له أيضاً:" ما حققته كان مميزاً وأتمنى لك الأعلى والأكثر تميزاً".

3- النوم الصحي والتغذية السليمة

تذكري دائماً أن العقل السليم في الجسم السليم، ولذلك يجب أن تحرصي على نمط تغذية طفلك بحيث يحصل بشكل يومي على طعام صحي متوازن ومتكامل يحتوي على جميع العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن، وحيث إن نقص بعض العناصر يؤثر على تركيز طفلك ونشاطه فيمكنك أن تقومي بإجراء فحوصات دورية لطفلك للتأكد من مستويات فيتامين د مثلاً، حيث إن نقصه يسبب الكسل والخمول، وكذلك مستوى عنصر الحديد الذي يؤدي نقصه لإصابة الطفل بأنيميا وفقر الدم وما يتبعهما من أعراض، مثل الإصابة بالصداع المستمر ونقص القدرة على التركيز.

خصصي وقتاً معيناً لكي ينام طفلك كل ليلة، واحرصي على حصوله على نوم صحي ليلي متواصل بإبعاده عن مسببات الأرق، مثل الأجهزة اللوحية، وضعيه في فراشه بعد شرب كوب من الحليب، واحرصي على أن ينام ما لايقل عن ثماني ساعات متواصلة وفي جو الغرفة المعتم، لكي تتم تهيئة الظروف لنمو الدماغ لديه، واتبعي عدة نصائح للتعامل مع نقص الحديد لدى الأطفال، وكذلك عند نقص فيتامين د بتقديم الأصناف الغذائية التي يكثر تواجدها فيها، مثل اللحوم الحمراء والكبدة البقري والبقوليات والخضراوات الداكنة مع ضرورة تعريض الطفل للشمس بشكل يومي.

تطوير مهارات التعلم لدى الطفل

اخرجي عن الطرق التقليدية في تعليم طفلك، لأنها ليست فعالة مع تطور العلم وعجلة التكنولوجيا حولنا، وحاولي تطوير أسلوبك في تعليم طفلك وتوصيل المعلومة له، ويمكنك استخدام أساليب التعليم النشط والتي تعني الخروج عن القواعد المعتادة والمتوارثة في نظم التعليم القديمة والتي تحاصر الطفل في دور المستقبل والمتلقي لا غير، أما طريقة التعلم النشط كاستراتيجية حديثة في التعليم، فهي تهدف إلى وضع الطفل كشريك فعال في طريقة تعليمه والحصول على المعلومات بمختلف الطرق، وليس عن طريق التعليم القديمة والتي تعتمد على حفظ المعلومات وأن يقوم الطفل بترديدها، ولذلك فالتعلم النشط هو تجربة تعليمية فعالة وتسد رغبة الأمهات في الوصول إلى طرق تدريس مبتكرة للأطفال تناسب التغيرات السريعة في هذا العصر.

اعتمدي عدة مهارات ضمن استراتيجيات التعلم النشط، لكي يحقق طفلك التفوق ويسجل أعلى الدرجات، مثل استخدام استراتيجية التدوين وحيث يقوم الطفل من خلالها باستخدام أكثر من حاسة لحفظ المعلومة وعدم نسيانها، وكذلك يمكن إشراك شخص آخر معه في التعلم، وحيث يؤدي ذلك لأن يضع الطفل يده على نقاط ضعف كانت خفية لديه، ومن الاستراتيجيات الأخرى التي يمكن أن تدعمي طفلك وتشجعيه على استخدامها لتحقيق التفوق أن يعمد الطفل على الحركة وتغيير طريقة جلوسه، وكذلك المكان الذي يجلس للمذاكرة فيه، فهذه الطريقة تعد من العوامل المحفزة لزيادة التركيز لدى الطفل، حيث تحسن الحركة من الدورة الدموية وتنشطها وتزيد من ضخ الدم إلى المخ.

5- استخدام تقنيات المراجعة التفاعلية

استخدمي مع طفلك طريقة لمراجعة الدروس تعرف بتقنيات المراجعة التفاعلية، ولكن يجب أن تبحثي أولاً إذا ما كان طفلك لديه مشكلة في التركيز، وطالما كانت لديه مشكلة فسوف يقل مستواه الدراسي، ولكن تأكدى أن لتشتت وسرحان وملل المذاكرة هناك حلول وعلاجات اعتمدها التربويون ويمكنك اعتمادها كطرق لزيادة تركيز طفلك منها، استخدام البطاقات التعليمية بحيث تستخدم عند مراجعتك للمفاهيم وبعض المصطلحات الجامدة مع طفلك.

استخدمي الملخصات التي يمكن أن يحملها الطفل في كل مكان لكي يعيد قراءتها كلما سمحت له الفرصة، ولا تغفلي عن أهمية إجراء اختبار تجريبي في كل مادة لطفلك لكي تستطيعي تقييمه، وحثيه على أن يتناقش مع زملاء الفصل لكي يضع يده على نقاط يكون قد أغفلها، مع تفعيل دور التكنولوجيا والأجهزة الحديثة في التعليم، وحيث تحتوي الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية على تطبيقات تعرف بالمذكرة والملخص.